عبدالله
المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 20/04/2009
| موضوع: أسئلة متفرقة عن الجن ( بسم الله ) الإثنين أبريل 20, 2009 6:20 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم هل الجن من الملائكة؟ الجن ليسوا من الملائكة، لأن الملائكة خلقوا من نور والجن خلقوا من نار، قال الله تعالى: {والجان خلقناه من قبل من نار السموم}، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة خلقوا من نور، ولأن الملائكة كما وصفهم الله تعالى بقوله: {عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}، والجن فيهم المؤمن والكافر والمطيع والعاصي، قال الله تعالى: {قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار}، وقال عن الجن: {وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً}، وقال عنهم أيضاً: {وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً}، ولأن الملائكة كما قال أهل العلم صمد لا يأكلون ولا يشربون، والجن يأكلون ويشربون، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للجن الذين وفدوا إليه: "لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحماً" فتبين بهذه الأدلة أن الملائكة ليسوا من الجن. فأما قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس} فإنما استثناه لأنه كان معهم حينذاك، وليس منهم، ويبين ذلك قوله تعالى في سورة الكهف: {فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه}، فعلل فسقه عن أمر ربه بكونه من الجن، ولو كان الملائكة من الجن لأمكن أن يفسقوا عن أمر ربهم كما فسق إبليس، وهذا الاستثناء يسمى استثناء منقطعاً كما يقول: النحويون: "جاء القوم إلا حماراً" وهو كلام عربي فصيح، فاستثنى الحمار من القوم وإن لم يكن منهم. هل للجن تأثير على الإنس وما طريق الوقاية منهم؟ لا شك أن الجن لهم تأثير على الإنس بالأذية التي قد تصل إلى القتل، وربما يؤذونه برمي الحجارة، وربما يروعون الإنسان إلى غير ذلك من الأشياء التي ثبتت بها السنة ودل عليها الواقع، فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لبعض أصحابه أن يذهب إلى أهله في إحدى الغزوات -وأظنها غزوة الخندق- وكان شاباً حديث عهد بعرس، فلما وصل إلى بيته وإذا امرأته على الباب، فأنكر عليها ذلك، فقالت له: ادخل، فدخل فإذا حية ملتوية على الفراش، وكان معه رمح فوخزها بالرمح حتى ماتت، وفي الحال -أي الزمن الذي ماتت فيه الحية- مات الرجل، فلا يُدرى أيهما أسبق موتاً، الحية أم الرجل؟ فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنهى عن قتل الجنَّان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين. وهذا دليل على أن الجن قد يعتدون على الإنس، وأنهم يؤذونهم، كما أن الواقع شاهد بذلك فإنه قد تواترت الأخبار واستفاضت بأن الإنسان قد يأتي إلى الخربة فيرمى بالحجارة وهو لا يرى أحداً من الإنس في هذه الخربة، وقد يسمع أصواتاً وقد يسمع حفيفاً كحفيف الأشجار وما أشبه ذلك مما يستوحش به ويتأذى به. وكذلك أيضاً قد يدخل الجني إلى جسد الآدمي، إما بعشق، أو لقصد الإيذاء، أو لسبب آخر من الأسباب ويشير إلى هذا قوله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}، وفي هذا النوع قد يتحدث الجني من باطن الإنسي نفسه ويخاطب من يقرأ عليه آيات من القرآن الكريم، وربما يأخذ القارئ عليه عهداً ألا يعود، إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي استفاضت بها الأخبار وانتشرت بين الناس. وعلى هذا فإن الوقاية المانعة من شر الجن أن يقرأ الإنسان ما جاءت به السنة مما يتحصن به منهم مثل آية الكرسي، فإن آية الكرسي إذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح، والله الحافظ . هل هناك دليل على أن الجن يدخلون الإنس؟ نعم هناك دليل من الكتاب والسنة، على أن الجن يدخلون الإنس، فمن القرآن قوله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}، قال ابن كثير رحمه الله: "لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له". ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم". وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة: "إنهم أي أهل السنة يقولون: إن الجني يدخل في بدن المصروع"، واستدل بالآية السابقة. وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: "قلت لأبي: إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني يكذبون، هو ذا يتكلم على لسانه". وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي، أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اخرج عدو الله، اخرج عدو الله"، وفي بعض ألفاظه: "اخرج عدو الله أنا رسول الله"، فبرأ الصبي. فأنت ترى أن في هذه المسألة دليلاً من القرآن الكريم ودليلين من السنة، وأنه قول أهل السنة والجماعة وقول أئمة السلف، والواقع يشهد به ومع هذا لا ننكر أن يكون للجنون سبب آخر من توتر الأعصاب واختلال المخ وغير ذلك. ما حكم خدمة الجن للإنس؟ ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوى ما مقتضاه أن استخدام الإنس للجن له ثلاث حالات: الأولى: أن يستخدمه في طاعة الله كأن يكون نائباً عنه في تبليغ الشرع، فمثلاً إذا كان له صاحب من الجن مؤمن يأخذ عنه العلم فيستخدمه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن، أو في المعونة على أمور مطلوبة شرعاً فإنه يكون أمراً محموداً أو مطلوباً، وهو من الدعوة إلى الله عز وجل، والجن حضروا النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ عليهم القرآن وولوا إلى قومهم منذرين، والجن فيهم الصلحاء، والعباد والزهاد، والعلماء، لأن المنذر لابد أن يكون عالماً بما ينذر عابداً. الثانية: أن يستخدمهم في أمور مباحة فهذا جائز بشرط أن تكون الوسيلة مباحة، فإن كانت محرمة فهو محرم مثل أن لا يخدمه الجني إلا أن يشرك بالله كأن يذبح للجني ويركع له أو يسجد ونحو ذلك. الثالثة: أن يستخدمهم في أمور محرمة كنهب أموال الناس وترويعهم وما أشبه ذلك، فهذا محرم لما فيه من العدوان والظلم، ثم إن كانت الوسيلة محرمة أو شركاً كان أعظم وأشد. ما حكم سؤال الجن وتصديقهم فيما يقولون؟ سؤال الجن وتصديقهم فيما يقولون: قال عنه شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي: إن من يسأل الجن أو يسأل من يسأل الجن على وجه التصديق لهم في كل يخبرون به والتعظيم للمسؤول فهو حرام. وأما إن كان ليمتحن حاله ويختبر باطن أمره، وعنده ما يميز به صدقه من كذبه فهذا جائز، ثم استدل له، ثم ذكر ما روي عن أبي موسى الأشعري أنه أبطأ عليه خبر عمر رضي الله عنه وكان هناك امرأة لها قرين أي صاحب من الجن، فسأله عنه فأخبره أنه ترك عمر يسِمُ إبل الصدقة. | |
|